السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاتهـ
عندما كانت أمي تعلمني إعداد الخبز على نار عالية جدااااً
كنتُ اقترب من التنور (الموقِد) وأردد (اللهم أجرنا من النار)
و أتساءل : إذا كانت حرارة موقد لإعداد الخبز والطعام هكذا
فكيف هي " نَارًا وُقُودهَا النَّاس وَالْحِجَارَة "؟؟!!!
:"(
مشهد كان يستوقفني دائما عندما أرى من حولي يتضجر من الحر
وكم أود أن اسألهم :
إذا كنتم تتضجرون من حرارة الأجواء وتشتكون من قسوة الحرارة
ولا تحتملون نار الدنيا، فما بالكم بنار الآخرة ؟؟!!
تذكرتُ موقفي وأحببت أن اسطر كلماتي وأدون أحرفي خوفاً عليكن
فهل أنت/تي ممن تهرب من الشمس وتتفيء تحت الظلال ؟؟
وتتضجر إن لفحت رياح الصيف وجهها الناعم ؟؟
أتنعم/ين بوسائل التبريد وتؤجلين الفروض وتتثاقلين من السنن وصلاة الفجر
و تتناس/ين أن سيد البشر صلى الله عليه وسلم وصحابته
كانوا يخرجون إلى المعارك خلال الدعوة إلى الله ونشر الإسلام
في أجواء اقسى حراً ، ولايجدون مايقيهم ذلك الحر ؟!!
;.
تمعن/ي اخي/تي بقوله صلى الله عليه وسلم
إذ قال : " أَوْقَدَ اللَّه عَلَى النَّار أَلْف سَنَة حَتَّى اِحْمَرَّتْ ثُمَّ أَوْقَدَ عَلَيْهَا أَلْف سَنَة حَتَّى اِبْيَضَّتْ
ثُمَّ أَوْقَدَ عَلَيْهَا أَلْف سَنَة حَتَّى اِسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاء كَاللَّيْلِ الْمُظْلِم "
حرّها شديد، و قعرها بعيد ، و حليها حديد
شرابها الحميم و الصديد ، و ثيابها مقطعات النيران
وأستشعر/ي معي هذه الكلمات
وتذكر/ي وأنت تتضجر/ين من حر الصيف قول الله عز وجل
(( وَقَالُوا ْلاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ))
;.
كون/ي كـ السلف الصالح
رحمهم الله الذين كانت قلوبهم تحيا بحب الله
فيتفكرون في أمور الدنيا ويتذكرون بها أهوال الآخرة
فكان احدهم إذا شرب الماء البارد في الصيف بكى وتذكر أمنية أهل النار
حينما يشتهون الماء، فيحال بينهم وبينه، ويقولون لأهل الجنة
(( أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءأَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ))
كون/ي مثلهم اخي/تي وتذكر/ي و اعتبر/ي
واجعل/ي من مواقف الصالحين يقظة تذكركِ بالآخرة وعذابها
الصالحين الذين كان إذا صبّ أحدهم على رأسه ماء ووجده شديد الحر
كان يبكى ويقول: تذكرت قوله تعالى: (( يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ))
فهل تذكر/ينه أنت ايضا ؟؟؟ ام تحاول/ين النسيان ؟؟
أم تقع/ين في المعصية وتقول/ين إن الله غفور رحيم ؟؟
من كان حين تصيب الشمس جبهته...أو الغبار، يخاف الشين والشعثا
ويألف الظلّ كي تبقي بشاشته...فسوف يسكن يوماً راغماً جدثا
في ظلّ مقفرة غبراء مظلمة...يطيل تحت الثرى في غمّها الليثا
تجهّزي بجهاز تبلغين به...يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا
;.
واخيرا
أعلم/ي أخي.. أختي أنك مهما تخيلت/ي النار فإنكِ لن تدرك/ي اهوالها
قال حبيبنا عليه الصلاة والسلام
((اذكروا من النار ما شئتم، فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه ))
فأجعل/ي أخي/تي من حر الصيف
تفكرا و تأملاً تؤجر/ين عليه وتذكر/ي أن حر الصيف أية
((إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ ))
و نعمة يجهلها الكثير
((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ))
فمن دونها تفنى الأحياء و يستحيل البقاء
فلاحياة بدونها ولادفئاً ولاغذاء
فــ لاتنسي أن تحمد/ي الله عليها
جاعلة من وقوفكِ وسيركِ تحت اشعة الشمس
ذكرا لله و تفكرا في خلقه سبحانه
وليس معصية و تضجرا منها << حذاري أخي/تي
أعاذني الله وإياكم من ناره و غضبه و أليم عقابه
وكتب لنا النجاة من الجحيم والخلود في النعيم
هي نعمة أخـ / تـي فـ لاتنسيها
تذكرة لقلوبكم الدافئة