«فريج» أول كرتون أطفال من إنتاج الإمارات

السلام عليكم
المنامة: سلمان الدوسري
ظلت الدول الخليجية وعلى مدى عقود من الزمن وهي تعتمد اعتمادا كليا على البرامج المستوردة والمخصصة للأطفال، إلا من بعض محاولات فردية بين الحين والآخر، ولكن دولة الامارات خطت خطوة متقدمة في توطين صناعة برامج الأطفال الخليجية، عندما يتم الانتهاء قريبا من إنتاج أول مسلسل إماراتي للرسوم المتحركة يعتمد على أربع شخصيات رئيسية لا تمتلك قدرات خارقة بل مجرد أربع جدات اماراتيات ظريفات.

ويحمل المسلسل الجديد، الذي يتم إنتاجه في مدينة مومباي الهندية أسم «فريج»، وهي كلمة تعني باللهجة الخليجية المحلية حي سكني، وبحسب ما ذكرت وكالة «رويترز» فإن المسلسل من ابداع الفنان محمد حرب الذي يجري الآن تحويل رسوماته المبدئية الاصلية للشخصيات الى صور متحركة متعددة الأبعاد على يد متخصصين في مومباي، والهدف هو انتاج مسلسل تلفزيوني من 15 حلقة يصفه مبدعوه بأنه الأول من نوعه الذي تنتجه الامارات على الرغم من ان المسلسل يتم تجهيزه في الهند.

وبمجرد ان استلمت الامارات الصور المتحركة من مومباي بدأ حرب تسجيل الاصوات في استديو بمدينة دبي. ويعمل حرب مع ممثلين اماراتيين بارزين في المسلسل من بينهمالممثلة مريم سلطان، ويتابع المسلسل معاناة الشخصيات الرئيسية الاربع في الحي الشعبي الوحيد الباقي في دبي. ونقلت وكالة «رويترز» عن محمد حرب قوله «لقد كبرنا على رسوم متحركة ليست من بلادنا»، متسائلا «هل يجب أن نستمر في مشاهدة رسوم متحركة منتجة في اليابان وأميركا مثل سبايدر مان وسوبرمان؟»، مضيفا «رغبنا أن نعطي أبطالا من واقع التراث المحلي وقضايا تهم الواقع الحالي والمستقبلي أيض»ا.

وتتمتع الشخصيات الاربع الرئيسية في المسلسل: أم سعد وأم علام وأم سلوم وأم خماس بسمات شخصية متباينة للغاية رغم انهن يعشن في نفس الحي، ويمزج المسلسل بين الفكاهة والنقد الاجتماعي ويحاول تصوير أساليب الحياة المتناقضة بشكل كبير للاشخاص الذين يعيشون في دبي. ويصل المسلسل في نهاية المطاف الى تسليم الشخصيات بضرورة الانسجام مع العالم المتغير من حولهن، وبينما يغلب الابطال الرجال على اعمال الرسوم المتحركة، الا ان حرب اراد ان يكسر هذه الصورة النمطية وجعل الابطال شخصيات نسوية وهن جدات يرتدين الحجاب ويمثلن حجر الزاوية في بناء الاسرة الاماراتية. وقال حرب «ور البطولة للنساء وسيحتفظن بزيهم الخليجي مثل البرقع الذي يرتدينه في المسلسل، وهذا شيء من التراث اندثر مؤخرا»، مؤكدا أن هذه المحاولات تأتي للمحافظة على التراث الخليجي خلال العشرين أو الثلاثين عاما المقبلة.ويقول منتجو المسلسل ان سبب اللجوء الى تحريك الرسوم في الهند هو نقص الامكانات اللازمة لذلك في الخليج، وتنتج شركة تابعة لحرب المسلسل ومن المقرر اذاعته عبر تلفزيون دبي في شهر رمضان القادم.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» أمل الدوسري، الخبيرة في قطاع الشباب والطفولة والمسؤولة عن تطوير الاستراتيجية الوطنية للشباب في البحرين «إن الطفل الخليجي في حاجة ماسة لمثل هذه البرامج التي تنبع من البيئة المحلية، خاصة أن كثيرا مما يأتي إلينا من الخارج نجد فيه إسائة مبطنة لتراثنا وتاريخنا»، وأكدت أهمية أن لا تقتصر مثل هذه البرامج على مبادرات فردية تنتهي بانتهاء إنتاج البرامج نفسها «بل يجب أن تنبع من استراتيجية للعمل الإعلامي الموجه للطفل الخليجي»، وذكرت الدوسري ببرنامج «افتح يا سمسم» الذي قدمته مؤسسة الانتاج الخليجي المشترك قبل أكثر من 25 عاما وعرض في جميع دول الخليج ووجد إقبالا منقطع النظير من الأطفال، «إلا أنه للأسف توقف ولم تتم الاستفادة من الإيجابيات الكثيرة التي وجدها أطفال الخليج في ذلك الوقت»، وقالت «نأمل أن يساهم المسلسل الجديد في غرس السلوك الصحيح لدى الأطفال، وأن تقف هذه البرامج أمام موجة لا تنتهي من الثقافات التي تؤثر وبشكل سلبي على هويتهم المحلية».

مشكورة ع الطرح
+تقبلي مروري